| 1 التعليقات ]




فضيحة عبد الحكيم عابدين 
في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين قضية مظلمة وغامضة، يرفض قادة الاخوان حتى الان الكشف عن تفاصيلها أو نشر وثائقها الموجودة لديهم، أو على الأقل إتاحتها لاطلاع الباحثين والدارسين، وفي اعتقادي أن هذه القضية كانت هي العامل الأساسي الذي أقصى الأخوان المسلمين وابعدهم عن حلمهم في الوصول إلى السلطة وتطبيق مبادئهم وأفكارهم، رغم أن الكثير لا يعرف عن هذه القضية شيئا بل ولا يظن البعض أن لها وجودا أصلا، هذه القضية عي ما يسمى بفضيحة عبد الحكيم عابدين. 
فمن هو عبد الحكيم عابدين وما قضيته. 

عبد الحكيم عابدين كان من أوائل من بايعوا مؤسسة الجماعة حسن البنا، ولقد اختاره البنا ليزوجه شقيقته، وبذلك أصبح أحد أكثر الأعضاء قرباً من المرشد العام للجماعة. 
كان عبد الحكيم عابدين شخصا شديد الإلتزام في الظاهر لا يمكن أن تتطرق إليه أي شبهة أخلاقية، علاوة على ذلك فهو من الرعيل الأول للجماعة ومن أوائل من بايعوا المرشد العام وهو أيضا زوج شقيقته، لذلك فما أن دعا عبد الحكيم عابدين لإنشاء نظام للتزاور بين أسر الأخوان لتعميق الترابط والحب بين الاخوان وبعضهم البعض فقد لاقي هذا المقترح ترحيبا كبيرا وأوكلت إلى عبد الحكيم عابدين مهمة تنظيم هذه الأمور والإشراف عليها ومتابعتها، فكانت هناك لقاءات أسرية وزيارات متبادلة بين الاخوان وبعضهم البعض في المنازل بدعوى تأليف القلوب. 
في العام 1945 بدا واضحا للعيان أن هذا النظام حمل في طياته العديد من الفضائح الأخلاقية التي وصفها بعض الإخوان أنفسهم بأنها يشيب من هولها شعر الوليد، وأصبح واضحا لكل ذي عينين أن عابديد أقرب ما يكون إلى راسبوتين الجماعة، ولم يكن أمام المرشد إلا الأمر بإجراء تحقيقات مكتوبة مع عابدين بمعرفة بعض كبار أعضاء الجماعة تلك التحقيقات التي لا يعرف أحد أين ذهبت وثائقها والتي نقل بعض الأخوان في مذكراتهم أن عابدين كان يتمرغ في الأرض ويبكي وينهار وهو يواجه بالتهم البشعة الموجهة إليه، وبعد انتهاء التحقيقات التي أكد الكثير من الاخوان انها انتهت إلى إدانة واضحة لعابدين، اختار المرشد العام لملمة الأمر والتكتم عليه مع حل نظام الأسر وتصفيته لكن مع ذلك ظل عبد الحكيم عابدين صاحب نفوذ واسع في الجماعة بل وحتى بعد اغتيال حسن البنا. 
أسفرت فضيحة عبد الحكيم عابدين عن خروج عدد كبير من الاخوان، وأحدثت شرخا هائلا في بينان الجماعة وآثارت التساؤلات لدى الكثيرين عن مدى مصداقية القائمين عليها، وكان على رأس الخارجين احمد السكري وكيل الجماعة وبانيها الحقيقي ورفيق درب حسن البنا والممارس السياسي المحترف والذي كانت فضيحة عابدين السبب الحقيقي لانشقاقه وخروجه، رغم أن الرجل بحنكته السياسية المعروفة عنه اختار أن يحتج بعدم موافقة البنا على التحالف مع الوفد لكي يترك الجماعة لكن المؤكد أن السبب الحقيقي لخروجه كان فقدان الثقة بينه وبين المرشد بسبب هذه الفضيحة. 
لقد كان خروج أحمد السكري من جماعة الاخوان المسلمين هو سبب ما المصائب التي حلت عليها بعد ذلم، فالرجل كان يمثل درعا سياسيا صلبا يرسم لحسن البنا كيفية التعامل مع القصر والحكومات والانجليز، فلما زال هذا الدرع تخبط حسن البنا ولم يعد قادرا على التعرف على الاتجاه الصحيح مما أدى إلى إنشاء النظام الخاص وسيطرته على الجماعة وهو ما نتج عنه في النهاية اغتيال البنا نفسه باتفاق القصر والانجليز بعد أن أصبح الرجل أخطر مما يتصورون. 
ولو كان أحمد السكري هو الذي حل محل حسن الهضيبي في قيادة الجماعة فمن المؤكد انها ما كانت ستتعرض لمحنة 1954 او 1965 وهي المحن التي فتتت الجماعة فعليا ووضعت سدا هائلا يحول بينها وبين السلطة. 
لقد غادر عبد الحكيم عابديم مصر في 1954 قبل وقوع محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، وعاد إليها عام 1975، وتوفي عام 1977 ومات وسره معه، فحتى الآن لم يعرف أحد حقيقة ما حدث بالضبط ولماذا اختار حسن البنا التضحية بشريكه في تأسيس الجماعة أحمد السكري على أن ينزل به العقاب، وحتى الآن لا تزال أوراق التحقيق مع عابدين في طي الكتمان، والجماعة الغامضة لا تريد أن تكشف عن الحقائق المتعلقة بهذه القضية رغم أنها كانت من أخطر الأزمات التي واجهتها إن لم تكن الأخطر على الإطلاق بالنظر لما تمخض عنها من نتائج. 
فهل يا ترى نجد قريبا ما يزيل هذا الغموض.

بقلم حازم امين ...اخواني سابق

1 التعليقات

Unknown يقول... @ 6 فبراير 2013 في 4:11 ص

تابعني هنا
http://e-stayle.blogspot.com/

إرسال تعليق

الأطلال يقول لك : شكراً على إثرائك لهذه المدونة