المرحوم / الطيب صالح |
(( بعد عادل الباز ها أنا أكررها .. لعنة الله عليك يا مصطفى سعيد .))
شكلت - ولا تزال - الرواية الأسطورية " موسم الهجرة إلى الشمال " للراحل الطيب صالح شكلت لي ما يشبه الاضطراب الايجابي - إن جاز التعبير - تجاه تلك الرواية و شخوصها و بالذات بطلها ( الوغد ) مصطفى سعيد ، فلا تمر فترة إلا و أعود لأقرأ مقتطفات نقدية للرواية و حتى تجارب الآخرين معها ، آخرها كان البارحة كنت أقرأها للأستاذ ( عادل الباز ) وعن كيف لازمه مصطفى سعيد في لندن و أماكنها ومؤسساتها حتى في نزهاته التي أراد فيها التخلص من رتابة هذا التفكير إذ بصاحبه يشير إلى أحد المباني ويسأله : هل تعرف هذا المكان ؟ فقلا الباز: لا لا أعرف ، فقال له صاحبه : هذه محكمة (الأولد بيلي*1 ) فما كان من عادل الباز إلا أن قال : لعنة الله عليك يا مصطفى سعيد .. لماذا تهبط علي في مثل هذه الأوقات ؟
أنهيت قراءة الجزء الثاني مما كتب الباز و انصرفت استعد للصلاة و حين كنت أهم بالوضوء سقط مني جوالي ( جالاكسي ) إلى حوض الماء ، و بأقصى قدرتي انتشلته من الماء و حاولت اطفاءه لكنه كان في حالة احتضار فنزعت بطاريته و غطاءه و أخرجت ملحقاته و وضعته مفككاً مبلولاً في غيبوبة - وقتها لم أكن أدري أغيبوبة أم فراق أبدي - وبعد ساعتين أخذته و وضعته في كيس مملوء بالأرز غير المطبوخ تنفيذا لتعليمات ( قوقل ) و حين أستسلمت للأمر الواقع و رضيت بأنها محاولة كيلا أقول بأنني لم أحاول و وضعت الكيس في مكان جاف ، جلست أتناول الشاي و أنا أعيد شريط سقوط الجوال في الماء و كيف أنه انطلق من الأعلى كانطلاقة ( أسامة الملولي بل انطلاقة مايكل فيلبس *2) قطع هذا الشريط المشهد الأخير من الرواية حين شق مصطفى سعيد عباب نهر النيل منهياً حياته ، وقتها أحسست و كأن مصطفى لعنة، فصرخت : لعنة الله عليك يا مصطفى سعيد .. لماذا جوالي ؟ ! !
أخيراً الحمد لله بعد (16 ساعة ) عاد الجوال للحياة و للعمل بشكل طبيعي بعد أن أغراه الأرز فيما يبدو و بعض الهواء .
>> وجود افتراضي <<
*1 : الأولد بيلي هي المحكمة التي جرت فيها محاكمة مصطفى سعيد بتهمة القتل .
*2 : أسامة الملولي بطل أولمبي تونسي في السباحة ، و مايكل فيلبس بطل أولمبي أسترالي في السباحة .
0 التعليقات
إرسال تعليق
الأطلال يقول لك : شكراً على إثرائك لهذه المدونة