| 0 التعليقات ]

الطلاق و التعامل مع الضغوط النفسية :

إن الانفصال و الطلاق يمكن أن يكونا من أكثر الأحداث صعوبة في حياة الكبار ، لذا فإن الكثير من الضغط و التوتر حيال الطلاق يأتي من ثلاثة مصادر :

المصدر الأول : المهام و المسئوليات اليومية وتنظيمها .
بالنسبة لمعظم الأزواج مع أطفالهم ، لا يعني الطلاق بالضرورة نهاية الأسرة ، وبدلاً من التفكير على هذا النحو (نهاية الأسرة ) فإن الأسرة يجب عليها إعادة هيكلة ذاتها بالطريقة التي تؤدي بها أعمالها ومهامها المنزلية وشئونها المالية و أداء أدوار الأمومة و الأبوة ، وهذه الأدوار المتعاظمة يمكن أن تخلق الكثير من الضغط النفسي و الشعور بالتوتر .
يحتوي المصدر الأول على :

أ / المهام المنزلية .
ب / الشئون المالية للأسرة .
ج / العلاقات مع الأسرة و الأصدقاء .
د / الأبوة و الأمومة و أدوارهما ومسئولياتهما .

المصدر الثاني : فقدان العلاقات :

إن الجميع بحاجة إلى الحب و الحنان والأمن والتقارب والشعور بالانتماء إلى الآخرين ، و الزواج هو اهم تلكم العلاقات، وخسارة الزواج بالطلاق يسبب الكثير من التوتر والاضطراب العاطفي رغم اختلاف الأفراد في حجم الخسارة التي تطالهم نتيجة تجربة الطلاق ، كذلك فإن البعض يعاني من فقدان التقارب عندما يدرك أن العلاقة مقبلة على الانتهاء فيتشبثون ببصيص الأمل في إنقاذ هذه العلاقة ، لكن إجمالاً يمكننا القول بأن الخسائر الناجمة عن الطلاق تقوض الإحساس بالأمن و الطمأنينة ، وتحيل الحياة إلى ما يشبه الجحيم من ضغوطات نفسية مؤلمة .
وينطوي تحت هذا المصدر :

أ / فقدان الزوج / الزوجة .
ب / فقدان الأمن .
ج / فقدان الحياة الأسرية .
د / فقدان العلاقات الجنسية .

المصدر الثالث : الحاجة إلى تكوين هوية جديدة كفرد مستقل :
الطلاق أزمة تؤثر على هوية الشخص ، فالرجل لم يعد زوجاً ، والمرأة لم تعد زوجة ، فتختلف الأدواء لذا يلجأ الطليقان إلى البحث عن ذواتهم من جديد مما يشكل عبئاً جديداً على الواقع النفسي و مشكلاً عامل ضغط نفسي آخر ناجم عن الطلاق .
ويسمى هذا المصدر – أيضاً- التغيير ، وله صورتان :
أ / الوحدة مرة أخرى بعد الانفصال .
ب / تغير النظرة حول الذات و السؤال عمن أكون ؟ وماذا أريد أن أفعله في حياتي ؟ 


أعراض الضغوط النفسية لدى المطلقين :
دأب الكثير على تحديد أنماط التفكير و الشعور و السلوك الذي يعكس حالة الضغوط النفسية التي يعانيها الكثير من المطلقين بعد الطلاق ، وإليكم أهم هذه المؤشرات :

1/ التغيرات السلوكية ومنها :-
البكاء – الانسحاب الاجتماعي – العدوان – تناول المواد الضارة أو الإفراط فيها كالتدخين مثلاً – سرعة الاستثارة الانفعالية – الأرق والإرهاق – تغييرات عاطفية – الحزن – الشعور بالذنب – الاكتئاب – القلق – التوتر – التهيج – الخوف – التعب – تقلب المزاج .

2/ الأفكار و المشاعر المتعلقة بالضغوط النفسية وتشمل :-
عدم القدرة على التفكير – الخوف لأسباب مجهولة – القلق حول كل شيء صغيراً كان أم كبيراً – الخوف من حصول مكروه – شعور الفرد بأنه على وشك الانهيار – وجود نظرة سلبية تجاه الذات – الشعور الدائم بالملل من كل شيء – افتقاد القدرة على التركيز – الكوابيس – الشعور بالعجز – اليأس – نقص تقدير الذات – الشعور بعدم القدرة اتخاذ القرارات – حالة مستمرة من الارتباك – لوم الذات.

التكيف مع الطلاق :
على الرغم من اختلاف قدرات الأفراد في التعاطي مع الطلاق ، إلا أن معظم البالغين يكونوا بحاجة إلى سنتين أو ثلاث سنوات للتكيف الكلي مع تغييرات الطلاق ككل ، وهي فترة أطول نسبياً مما يحتاجه الفرد للتكيف مع فقداته لوظيفته أو مرضه ، وهناك ثلاث مهام أساسية للتكيف مع الطلاق هي :

أ / قبول الطلاق :
يجب أن يتقبل الرجل أو المرأة الطلاق وذلك للوصول إلى حالة من السلام مع الذات ومع الآخرين ، وهذا الإدراك العقلاني للطلاق يجعل من علاقات الفرد أكثر توزاناً ، ويساعده على الوقوف على أخطاءه حيث أن تقبل الوضع الجديد ينطوي – أيضاً – على الصدق مع النفس و التفسير الموضوعي لحيثيات الماضي و الإقرار بأدواره في الوصول بالزواج إلى طلاق .

ب / الموازنة بين الوحدة و أدوار الأمومة أو الأبوة :
يجب أن يحرص المطلق أو المطلقة على إنشاء مصادر مادية و معنوية تعينه على القيام بهذا الدور بموازاة التكيف مع الوضع الاجتماعي الجديد أي كشخص غير مرتبط .

ج / التوجه نحو المستقبل عوضاً عن الماضي :
يكون الناس الذي يتكيفون بشكل جيد أكثر استعداداً للمضي قدماً في الحياة ، يبدأون في ممارسة هوايات جديدة و أنشطة ترفيهية مختلفة ، ويسعون باستمرار للدخول في علاقات جديدة ، وفي المقابل يكون أولئك الغير قادرين على التكيف بحاجة إلى مزيد من الوقت لتخطي الحزن على فقدان الزواج ربما لأنهم لم يستنفدوا كل الفرص لبعث الزواج من جديد أي أنهم لا يدركون أن العلاقة قد انتهت .

وأخيراً إن التعامل مع ضغوط الطلاق النفسية و التوتر الناجم عن الطلاق ليس بالأمر السهل ، ويستغرق التعامل مع الواقع الجديد وقتاً للتفكير حول الطرق التي يمكن اتخاذها لتكون مسئولاً عنها فيما بعد ، لكن المهم أن تواصل المضي قدماً في محاولاتك لبناء حياتك الجديدة .

نبيل اليوسفي (بتصرف )


0 التعليقات

إرسال تعليق

الأطلال يقول لك : شكراً على إثرائك لهذه المدونة