الانقلاب على الدين

كتب ميشال دو سارتو في «وهن الاعتقاد» La faiblesse de croire
كيف أنّ مؤسّس أيّ ديانة تمّ الانقلاب عليه تاريخياً بالحلول في  مكانه والاستحواذ على تعاليمه بأبشع الاستعمالات اللاحقة. إنّ بعض الظواهر، مثل القاعدة أو بوكوحرام في نيجيريا أو الطوائف المتطرّفة من أيّ مذهب كانت، تبيّن كيف أنّ احتكار التعاليم الأولى هو بمثابة الانقلاب عليها. الحبّ مثل الكراهية أو الإذعان مثل الخروج، متى كان هنالك الإفراط كان التفريط، متى كان التفاقم كان العدول. والعلاقة بالإسلام من لدن هذه الطوائف هي، كعنف العواطف، "مَرَضية"، "شاذّة"، "غرامية"، "انفعالية". وربّما بعض الطوائف التي تنتسب إليه عليها أن تفكّر في أنّ العدوّ قد يأتي من الداخل وليس من الخارج، أي هي العدوّ بالعنف الذي تشهره في وجه العالم. لا يحتاج العدوّ الخارجي من جهد ما دام العدوّ الداخلي يهدّم نفسه بنفسه ويخرّب بيته بيديه، أي نتيجة حمقه وفظاظة طبعه وقصر نظره وضيق أفقه وخواء حاضره وخلوّ عقله وهزال ذاته.


>> د/ محمد شوقي الزين <<