| 0 التعليقات ]




مَن منا لم يقرأ له أو لم يسمع عنه على الأقل ؟؟ 

إنه الكاتب الكبير والأديب الفذ الدكتور / عادل أبو شنب  أحد عمالقة سوريا الشقيقة وأحد أقطاب الأدب العربي المُعاصر 

لايزال أمده الله بالصحة والعافية يمد الفكر العربي بالجديد المفيد سواء في انتاجاته الكثيرة في الكتب أو كتاباته الدورية ،
ضمن سلسلة مذكرات بسيطة كان يكتبها قرأت له نافذة ظريفة عن تجربته مع وسائل الإعلام في طفولته فيقول :

كنا في الثالثة أو الرابعة من عمرنا، عندما أخذتنا أمنا، أنا وأخي التوأم محمد إلى 

جيراننا من أسرة "الكوسا" في حي القيمرية، لنسهر هناك، ولنرى أعجوبة من 

أعاجيب ذاك الزمان: الراديو، الذي كان عبارة عن صندوق خشبي، ينطق بكلام 

وبموسيقى وبغناء.


كان ذلك عام 1934 أو عام 1935، وما أزال أذكر حتى اليوم جملة، أو عبارة، 

كانت تخرج من قلب ذلك الصندوق. كانت العبارة ترديداً لكلمتي : "فول مدمس" 

ولعلها كانت جملة تمثيلية بلسان ممثل مصري. بدا ذاك الصندوق مما لا نستطيع 

تصديقه.

وأذكر، فيما أذكره، أنني شاهدت فيلماً سينمائياً مصرياً وكنت في السادسة أو 

السابعة من عمري، ولم يبق مما شاهدت سوى مشهد واحد: رجل كان يجلس قبالة

 مرأة في مثل سنه، والاثنان يشبكان أيديهما، ويقولان فيما يشبه الغناء: "زليخا 

تحب عاشور، وعاشور يحب زليخا". هل كان اسم الفيلم: "زليخا تحب عاشور"..؟ 

ربما.. لكن المشهد باق في الذاكرة مستوطن فيها أبداً لا يبرحها.. إلى اليوم.

وما أزال أذكر أنني شاهدت "علي الكسار" الذي قرأت عندما كبرت أنه اشتهر بلقب

 بربري مصر الأول" في فيلم له يدعى "غفير الدرك" كان ذلك في أواسط

 لثلاثينات، ولم يكن عمري قد تعدى الخامسة. امحت مشاهد الفيلم من رأسي تماماً، 

وبقي شكل علي الكسار بالطربوش القصير على رأسه، قدم نفسه، باسم "عثمان 

عبد الباسط" هذه الشخصية التي استوحاها، كما قرأت فيما بعد، من اختلاطه 

بالعمال النوبيين، عندما اشتغل مساعداً لقريبه الطاهي، فقلدهم، وأتقن لهجتهم، 

ويقال إنه جاء إلى دمشق عام 1934 أو عام 1934، وقدم هذه الشخصية على 

المسرح، فهل كنت رأيته على المسرح، وقتئذٍ، مع واحد من خاليّ، أم أنني شاهدته 

في أفلامه، ومنها الفيلم الذي ذكرت؟ لقد التبس علي الأمر، وهذا من ضعف الذاكرة 

أحياناً على الرغم من ديكتاتوريتها الطاغية، حسبي أنني تذكرت، فيما تذكرت أول 

وجود للراديو في دمشق، والكوميدي علي الكسار، وزليخا تحب عاشور، ولم أكن قد 

دخلت الكتـّاب بعد!

(انتهى كلامه حفظه الله)


--الأطلال --

0 التعليقات

إرسال تعليق

الأطلال يقول لك : شكراً على إثرائك لهذه المدونة